ريال مدريد أنشيلوتي: هل يفوز بالحظ أم بالحنكة؟ تحليل معمق لأداء الفريق وتحدياته في 2024-2025
مرة أخرى، يثبت ريال مدريد أنه قوة لا يستهان بها، حيث تمكن من إقصاء جاره اللدود أتلتيكو مدريد من منافسة دوري أبطال أوروبا. في مباراة اتسمت بالصعوبة والندية، استطاع المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي قيادة فريقه لعبور عنق الزجاجة، محققًا مكاسب هامة على عدة أصعدة.
استمرارية المنافسة:
ريال مدريد لا يزال حيًا على جميع الجبهات – الليغا، دوري الأبطال، وكأس الملك – على الرغم من مواجهة تحديات جمة بسبب الغيابات المؤثرة نتيجة للإصابات والعقوبات، وذلك وسط جدول مباريات مزدحم للغاية. |
| احتفالات لاعبي الريال بعد الفوز على الغريم اتلتيكو |
الفوز رغم التراجع:
الأهم من ذلك، أن ريال مدريد يحقق الفوز حتى في ظل تراجع الأداء العام.
لكن، هل هذه الاستمرارية والقدرة على الفوز تعكس تطورًا حقيقيًا في أداء الفريق، أم أنها مجرد نتيجة لظروف استثنائية وبراعة فردية؟
أنشيلوتي في قفص الاتهام: تكتيكات عشوائية أم خبرة مُخضرمة؟
يرى العديد من المحللين أن ضعف أداء ريال مدريد يعود إلى انخفاض مستوى التدريب اليومي الذي يقدمه كارلو أنشيلوتي، على الرغم من الجودة العالية التي يتمتع بها اللاعبون. يرى البعض أن دور المدرب يقتصر على المؤتمرات الصحفية، وضع التشكيلة الأساسية، ومضغ العلكة على خط التماس.
.webp "ريال مدريد انشيلوتي لا يتطور لكنه يفوز") |
| فينيسيوس أمام اتلتيكو مدريد |
وحتى هذه المهام، يرى النقاد، أنها تتم في كثير من الأحيان بعشوائية وارتجالية، كما تجلى في التشكيلة التي اعتمدها أنشيلوتي ضد أتلتيكو مدريد في ربع نهائي دوري الأبطال. بالاعتماد على لاعب وسط ذي خصائص دفاعية واحد (تشواميني) على الرغم من التقدم في نتيجة الذهاب، ووضع فالفيردي كظهير أيمن، أثار الكثير من علامات الاستفهام. كان من الممكن الاعتماد على لاعب آخر في مركز الظهير وإشراك فالفيردي في خط الوسط، للاستفادة من قدراته في مساندة خط الارتكاز والظهير الأيمن في نفس الوقت، وتحرير الرباعي الهجومي. لكن هذه التشكيلة كلفت الفريق هدفًا مبكرًا وكبّلت هجومه، ولولا براعة اللاعبين وتضحياتهم وقدرتهم على التكيف، لكانت النتيجة أسوأ.
أخطاء متكررة: تنظيم دفاعي مفقود و تنشيط هجومي غير موجود
يُتهم أنشيلوتي بارتكاب أخطاء متكررة، وعلى الرغم من وعوده الدائمة بتصحيحها والارتقاء بأداء الفريق، إلا أن الأخطاء نفسها تتكرر والأداء لا يتحسن. فما هي الأسباب الجذرية وراء هذه الأخطاء؟
تتلخص أبرز المشاكل في ريال مدريد في :
ضعف الرقابة الدفاعية:
الرقابة الفردية اللصيقة هي حجر الزاوية في كرة القدم الحديثة، خاصة في الحالة الدفاعية. إلا أن لاعبي ريال مدريد غالبًا ما يفشلون في مراقبة الخصوم بشكل فعال، ويركزون فقط على الكرة، مما يمنح المنافسين مساحات وحرية كبيرة داخل مناطق الفريق.
ضغط غير فعال:
يزعم أنشيلوتي أنه يطلب من فريقه القيام بالضغط العالي، ولكن الخبراء يرون أن نجاح هذا الضغط في بعض الأحيان ما هو إلا مصادفة، وليس نتيجة لعمل جاد ومنظم. الضغط الفعال يعتمد على المراقبة اللصيقة وتضييق المساحات، وهو ما يفتقر إليه أداء ريال مدريد.
غياب التنظيم الهجومي:
على الرغم من الإمكانيات الفردية الهائلة التي يتمتع بها المهاجمون، إلا أن العمل الهجومي يعتمد في معظم الأحيان على الحلول الفردية، مع غياب المساندة الهجومية والتنظيم الفعال. |
| مبابي ضد لاعبي اتلتيكو مدريد |
أنشيلوتي في مواجهة التحديات: هل هي مسألة وقت أم تغيير استراتيجي؟
مع اقتراب عام 2025، يواجه ريال مدريد تحديات كبيرة تتطلب حلولًا جذرية. الفريق بحاجة إلى تطوير أساليبه التكتيكية، وتحسين التنظيم الدفاعي والهجومي، والاستفادة القصوى من إمكانيات لاعبيه.
ورغم كل هذه التحديات، تمكن أنشيلوتي من الحفاظ على حظوظ فريقه في المنافسة على جميع الألقاب، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في الإصابات المتكررة والغيابات المؤثرة.
في النهاية، يبقى السؤال: هل ينجح أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد لتحقيق النجاح المنشود من خلال حنكته ودهائه، أم أن الفريق يعتمد بشكل كبير على براعة لاعبيه وثقل قميصه؟ وهل يستطيع الفريق الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية دون إجراء تغييرات جوهرية في أسلوب اللعب والتكتيك؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذه الأسئلة.
.webp "ريال مدريد انشيلوتي لا يتطور لكنه يفوز")
