المغرب - فرنسا نصف نهائي تاريخي

بعد فوزهما على إنجلترا والبرتغال في مباراتين دراماتيكيين , الأربعاء المقبل يلتقي الفرنسيون والمغاربة على مكان في نهائي مونديال قطر 2022.

لم يتبق سوى أربعة فرق تقاتل من أجل الصولجان , الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا والمغرب هي البلدان الأربعة التي ما زالت على قيد الحياة في مونديال قطر , بين الثلاثاء والأربعاء ستقام مباريات نصف النهائي , بالإضافة إلى ذلك فإن إحداها لها إيحاءات تاريخية . حيث إنها المرة الأولى التي يصل فيها ممثل أفريقي و بالاحرى ممثل من خارج أوروبا وأمريكا إلى هذه الجولة في كأس العالم.

المغرب يتأهل الى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022

تأهُل المغرب لنصف النهائي الذي سيقام الأربعاء المقبل 14 ديسمبر بعد فوزهم على البرتغال في ربع النهائي لم يكن صدفة أبدا , قبل ذلك ، كان أسود الأطلس قد أظهروا بالفعل الأشياء التي مكنتهم من ذلك من خلال احتلالهم المركز الأول في مجموعتهم (مجموعة "الموت" مع كرواتيا وبلجيكا وكندا) وهزيمة إسبانيا  لويس إنريكي في ربع النهائي.

لم يكن ذلك صدفة بل جاء حصادا لوجود لاعبين موهوبين يقودهم مدرب مميز وطموح , ونتاج عمل جماعي رائع , وأي ملاحظ عارف بكرة القدم , يدرك أن لدى المغرب لاعبين مميزين جدا يستطيعون التكيف مع كل الأوضاع الهجومية والدفاعية , فإذا طلب منهم الدفاع يدافعون بشراسة وانضباط منقطع النظير وإذا طلب منهم التقدم والهجوم يفعلون ذلك بكفاءة , لديهم المهارة والقدرة على التكيف مع كل الأوضاع التي تتطلبها كرة القدم الحديثة.

لكن الفضل للمدرب الشاب وليد الرقراقي الذي استطاع صنع توليفة جميلة , وجعل مزيج المواهب المغربية الشابة تنصهر في فريق واحد الهدف والاتجاه , خاصة إذا علمنا أن المنتخب المغربي لطالما امتلك المواهب دون أن يتمكن من أن يستثمرها بالطريقة الحسنة التي تؤدي الى صهر طاقاته في نفس الهدف والاتجاه , في هذا الصدد أيضا يجب الاشارة الى المدرب السابق خليلوزيتش بسبب الانضباطية التي تركها لدى المنتخب المغربي وهي شيء ضروري تفتقده كثيرا من الفرق والمنتخبات العربية والافريقية.

بتأهله المستحق أمام البرتغال سيواجه المنتخب المغربي فرنسا , حصد المنتخب الفرنسي تذكرة نصف النهائي في مباراة درامتكية ضد إنجلترا , مبارزة قوية مثيرة للجدل , بها العديد من البطاقات وكذلك ركلتي جزاء , وفي النهاية انتصر بطل العالم السابق والآن عليهم مواجهة المغرب.

المغرب يصنع التاريخ

لم يسبق أن نجح فريق من إفريقيا في الوصول إلى هذا الحد , لا الكاميرون مع صامويل إيتو ولا مصر مع محمد صلاح أو ساحل العاج مع ديدييه دروجبا ولا الجزائر مع محرز , لكن هذا المغرب قوي جدا مع زياش , أشرف , أمرابط , والنصيري وبقية شركائهم , فريق يضم عدة نجوم وأيضًا لاعبين مجهولين مثل الموهوب أوناحي , لاعب كرة القدم الذي فاجأ الكل بأدائه المميز والراقي.

للوصول إلى نصف نهائي المونديال في قطر , بدأوا في مرحلة المجموعات بالتعادل 0-0 مع كرواتيا قبل الفوز على بلجيكا 0-2 وتكرار فوزهم على كندا 1-2. كأول المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط , واجه أسود الأطلس إسبانيا في دور الـ16. مباراة تاريخية كذلك لأن العديد من اللاعبين تربطهم علاقات بإسبانيا.

في الواقع ولد أحد نجومها العظماء أشرف حكيمي في مدريد , برز منذ صغره في الفئات الدنيا من ريال مدريد لينتقل لاحقًا ببوروسيا دورتموند ثم إنتر ميلان والآن هو في باريس سان جيرمان و كما يلعب الحارس المميز بونو والقناص النصيري في اشبيلية أحد أندية النخبة الاسبانية.

المغرب الى نصف النهائي على حساب برتغال كريستيانو رونالدو المرشح للفوز باللقب

وصف الكثيرون الفوز على إسبانيا بأنه أحد المفاجآت في هذه النسخة من كأس العالم , ماذا عن الفوز على البرتغال يضاف إلى ذلك الوصول إلى الدور قبل النهائي , هذا بالفعل يكتسب أبعاداً تاريخية , والنصيري مهاجم اشبيلية سجل الهدف الوحيد في المباراة قبل الاستراحة , في مباراة أثبت فيها المنتخب المغربي جدارته للنهاية , لم يحس أحد بوجود غونزالو راموس ولا جواو فيليكس , ولا رافاييل لياو ولا برونو فرنانديز ولا برناردو سيلفا , ولم يستطع حتى كريستيانو رونالدو تفادي الإقصاء , والذي كان بديلاً مرة أخرى والذي أنهى المباراة في موقف ضعيف , وهكذا ترك واحدة من أتعس صور البطولة لمحبيه و أكثرها سعادة لمحبي كرة القدم بتأهل مستحق للمنتخب المغربي.

كان فريق البرتغال المرشح للفوز ,  لقد لعبوا أفضل من إسبانيا ضد المغرب , لكن انتهى بهم الأمر بالإقصاء على يد المغرب , كان البرتغال أحد المرشحين للفوز باللقب , وكان من أكثر الفرق اكتمالاً في البطولة , ومع ذلك تم طردهم من قبل رجال وليد الرقراقي , الذي في غضون ثلاثة أشهر فقط نجح في وضع أسود الأطلس في نصف كأس العالم.

فريق مجتهد يعرف نقاط قوته ونقاط ضعفه , و على عكس الفريق الإسباني وكثرا من الفرق لديه خطة أ ، ب ، ج وحتى د , لأن المغرب يقوم بتعديلات وتغيير سلس في الأساليب اعتمادًا على متطلبات وظروف المباراة , مغرب محارب الى النهاية , لكن من أجل هذا ، يجب عليهم أن يؤمنوا بقدرتهم على الفوزهم على فرنسا بقيادة مبابي.

انجلتر - فرنسا تحدي وصدام كروي قوي

مع تأهل المغرب جاءت إحدى أكثر المباريات المنتظرة في المونديال حتى الآن , فرنسا ضد إنجلترا , والتي وصفت ب "نهائي مبكر" , مباراة شيقة أسعد بها الملايين من المشاهدين و المشجعين الذين شاهدوا ما حدث من استاد البيت , لم يكن هناك مرشح واضح للفوز , حيث كان كلا الفريقين إلى جانب البرازيل المرشحان الأكيدان لوصول النهائي , لكن لم يتبق من هؤلاء سوى واحد.

المباراة انتهت 1-2 و كان يمكن أن تكون النتيجة أعلى من ذلك بكثير , افتتحت فرنسا التسجيل مبكرا هدف رائع سجله لاعب ريال مدريد أوريليان تشواميني في الدقيقة 17 للتقدم ب 0-1 , مباراة اتسمت بالإيقاع والشدة والتفاصيل ... كل شيء في كرة القدم شوهد في أكثر من 90 دقيقة تم لعبها في ملعب البيت. كانت كرة القدم على أعلى مستوى في كأس العالم قطر 2022 , حتى أن الدولي الألماني توني كروس غرد مشيدا بقوة وجودة المباراة.

في مباراة كان كل شيء فيها على المحك , الكثير من الهجوم ولكن دون إهمال الدفاع الشرس والقوي , بوجود ميزة طفيفة لرجال ديدييه ديشان بتقدمهم بالنتيجة 1-0 وصلوا إلى الاستراحة, على الرغم من أن الأمور لم تستغرق وقتًا طويلاً بعد العودة وجه منتخب الأسود الثلاثة أول ضربة له مع هاري كين الذي لم يضيع من ركلة الجزاء معدلا النتيجة 1-1.

ومع ذلك باستمرار المباراة بأخذ ورد قبل دخول الدقائق العشر الأخيرة من وقتها النظامي , أطلق أوليفييه جيرو رصاصة قاتلة معلنا الغضب الفرنسي , والذي كان على وشك أن يصبح شيئًا آخر لو لم يضيع اللاعب الانكليزي كين ركلة جزاء جديدة في المراحل الأخيرة من المباراة , أخطأ مهاجم توتنهام المرمى وأرسل تسديدته إلى السحب , شيء سيأتيه بالتأكيد كالكوابيس في تلك الليلة و في ليال كثيرة قادمة.

لم يكن هناك مزيد من الوقت على الرغم من أن التعادل والتمديد ربما يكونان أجمل شيء بالنسبة لأبناء جاريث ساوثجيت الذين حاولوا لآخر دقيقة بتسديدة خطيرة من أقدام البديل راشفورد هزت أركان ملعب البيت , وبقي لوريس حارس مرمى فرنسا يشاهدها فقط تمر جنب العارضة لخارج المرمى , ومع ذلك , عرفت فرنسا كيف تلعب بالنتيجة والوقت لصالحها.

لقاء تاريخي و واعد ينتظر المغرب أمام فرنسا

لأن الزرق يواصلون دفاعهم عن التاج , التحدي الذي يمكن أن ينتهي يوم الأربعاء , في مواجهة منتخب مغربي مميز جدا , من المؤكد أنه سيدافع على حظوظه بكل كفاءة , ولما لا الوصول لأبعد مستوى وهو التتويج بكأس العالم قطر 2022.