الصحافة الإسبانية تؤكد "رفض ريال مدريد البحث عن بديل لكريم بنزيمة" و تبرر.
نشرت ماركا مقالًا مثيرًا للاهتمام أمس حول فترة انتقالات ريال مدريد ولماذا لم يوقع لوس بلانكوس على رأس حربة ثاني يكون بديلا لكريم بنزيمة , الجواب بسيط حسب ماركا دائما: "ببساطة لم يكن هناك أحد في السوق يبدو أنه رهان آمن , بمجرد أن أصبح واضحًا أن غابرييل جيسوس كان غير وارد , لم يتبق أحد ممن أراده كشافة مدريد , وبعد تعرضهم للدغة في السنوات الأخيرة من خلال المخاطرة بالتعاقد مع لاعبين مثل لوكا يوفيتش وماريانو دياز , قرر مسؤولو ريال الاحتفاظ بأوراقهم , في متناول اليد في الوقت الحالي , حتى يتوفر شخص يستحق حقًا أن يكون خليفة بنزيمة.ثم تضيف ماركا:
"يبدو أن قادة الميرينجي يعتقدون أنه من الأفضل أن يأملوا في اجتياز 17 مباراة قبل كأس العالم مع بنزيمة فقط وبضع دقائق للاعبين الآخرين هنا وهناك , ثم سيأتي شهر يناير مما يوفر فرصة أخرى للتعاقد مع لاعب مناسب".
كأني بماركا تحضر في زبائنها ولسان حالها يقول: " اشتروا منا شهر يناير القادم سيكون هناك جديد..".
طول السنة اختلافات وتكهنات ثم تلجأ ماركا وشبيهاتها الى ضرب وعود بنفس الطريقة , وهذا يوضح مدى شح المعلومة عند الصحافة الإسبانية , فيما يخص أكبر أنديتها بل أكبر أندية العالم , وهذه القطيعة هي السبب الأول فيه بسبب عدوانيتها وعدم موضوعيتها و رغبتها دائما في خلق البلبلة وعدم الاستقرار في النادي الملكي.
الحقيقة لعدم انتداب بديل لكريم بنزيمة
الحقيقة أن ريال مدريد كان يتجه كليا في هذا الصيف لوجهة واحدة هي كيليان مبابي , معتقدا أنه القطعة التي تنقص الفريق , لكن مبابي غير رأيه في فجأة وجدد لباريس سان جيرمان , كانت خيبة وصدمة والغريب أن الكثيرين في ادارة ريال مدريد كانوا سعداء بعدم قدوم مبابي , في رأيهم أن قدومه كان يدمر غرفة ملابس منسجمة ورائعة لفريق بدأت تظهر ملامحه و شخصيته في الآونة الأخيرة.سر ريال مدريد الذي يعرفه القليلون
هذا الفريق هو نتاج مشروع لم تتكلم لا ماركا ولا غيرها من الصحافة الاسبانية عنه , مشروع قليلا من المتابعين الحقيقين لكرة القدم مع إداريو ريال مدريد من كانوا يدركونه.
منذ مجيء مورينيو لريال مدريد بدا و كأن هناك شيئا حدث لريال مدريد , لكن الأمور الفعلية بدأت مع زيدان , زين الدين زيدان جلب الهدوء والطمأنينة إلى ريال مدريد , ولم يكتفي بذلك بل كرس العمل الجاد وإعطاء الفرصة للكل بالتساوي , والأحقية لمن يستحقها . لدرجة أنه منع نظرية الانتداب من أجل الانتداب , وإعطاء الفرصة لكل لاعب لأثبات نفسه حتى يثبت العكس , وهذا أعطى طمأنينة لللاعبين وأضفى جوا عائليا و كرويا حقيقيا على الفريق , سرعان ما ظهرت نتائجه فكثرت النجاحات وقل الانفاق والانتداب.
بايعاز من ذكاء زيدان و استقامة تفكيره الفطري سرعان ما التقط المدير الرياضي البارع خوسيه انخل سانشيز هذه الطاقة الايجابية ليضعها في تصور و مشروع رائع , يتمثل في جلب مواهب كفينيسيوس و اوديغارد و رودريغو وكوبو ورينييه.. و صقلها في مصنع الكاستيا على هامش الفريق الأول مستفيدا من انجازاته.
كان فلورنتينو بيريز لديه رغبتين فقط:
1- هو أن يقود زين الدين زيدان هذا المشروع.2- و أن يكون بنزيمة على رأس القائمة ليتعلم منه الشباب لأنه حسب رأيه"هو الأجدر بحمل قيم ريال مدريد المتمثلة في التواضع والصبر والتفاني في العمل من أجل النجاح.
فينيسيوس و فالفيردي ورودريجو..و..هم نجوم المستقبل
بعد قدوم كوكبة من النجوم الواعدة , التي خطفها ريال مدريد من كل منافسيه , صار من الضروري في نظر الادارة تحييد النجم الأول وقتها كريستيانو رونالدو , هذا كان من أحد الأسباب التي دفعت زيدان الى الاستقالة في الحقبة الأولى , مما أصاب فلورنتينو بيريز بغصة فحاول إقناع زيدان بالبقاء لكن الأخير رفض أن يكون السبب في خروج أي واحد من نجومه الذين حقق معهم أجمل حقبة لمدرب وفريق , وطلب زيدان أن يغادر للراحة , وسرعان ما استعاده بعد فترة قصيرة غير ناجحة تناوب عليها لوبيتيغي ليخلفه سولاري , بعد أن تم دفع كريستيانو رونالدو الى الباب , لكن زيدان لم يكمل فترته الثانية لأنه كان يرى أن كثيرين يمكنهم القيام بالعمل أحسن منه , ولأسباب أخرى لا يعلمها الا زيدان نفسه.
بنزيمة هو المحور في المشروع الجديد:
في مشروع جديد يريد أن يبني فيه ريال مدريد فريقا قويا لعدة أعوام قادمة , كانت ترى الادارة أن بنزيمة هو الشخص الأمثل ليتعلم منه الشباب الواعدين , هذه الثقة أعطت كريم الكثير من الطاقة والعزيمة ظهرت نتائجها جلية على أرض الملعب , صحيح بالنسبة لريال مدريد بنزيمة لا يمس , وليس كريستيانو رونالدو (الذي لا يمس) كما كانت تدعي ماركا و زملائها في الاعلام الاسباني , لطالما أشرنا الى أن كريستيانو سيغادر , لكن الصحافة الاسبانية وقتها كانت تشن الحملات ضد بنزيمة رامية اياه خلف الباب , بل تمادت بجهل الى القول أن الريال فريق منتهي وشاخ و تنتظر ثورة تجديد كلي , ولم تنتبه للمشروع المحضر من النادي الملكي لأسباب تتعلق بأجنداتها الخاصة بريال مدريد التي تجعلها دائما تهتم بالشو واثارة الجدل أكثر من المعلومة.بدايات جني الثمار لريال مدريد:
مضى الريال في مشروعه قدما بصبر وتأني موازاة مع الفريق الأول , الذي كان يقوده كوكبة من النجوم على رأسهم بنزيمة ومودريتش وراموس ومارسيلو وكروس اضافة الى كاسيميرو , وبعد مغادرة كريستيانو صارت الفرصة أكثر سنوحا لاقحام فينيسيوس أولا الذي طالما تعرض للانتقاد اللاذع والشديد وقتها من الصحافة الاسبانية وتابعيها رغم حداثة سنه وقلة خبرته , ثم جاء الدور على فالفيردي الذي تعرض أيضا لهجوم واسع والمبرر أن الريال ترك أحد أبنائه لورينتي بسب لاعب شاب مجهول , لكن الريال لم يلتفت الى ذلك و آمن بالمواهب الشابة وأعطاه الثقة , بل عزز الفريق الأول بكل من رودريغو واستقدم كامفينغا صغيرا في السن أيضا.لم ينهار الريال كما كانت تدعي الصحافة الاسبانية , ولم تحل به ثورة تغيير شامل كما كانت تزعم , بل الغصون والجدوع القوية خرج من تحتها براعم شابة , وبدأ النادي يجني الثمار , و في رأي الادارة أن هذه البداية والقادم أحسن.
لماذا لم يستقدم ريال مدريد بديلا لبنزيمة:
الحقيقة أنه ليس كما تدعي ماركا والصحافة الاسبانية التي تعيش حالة شغور وتنافر بل أكثر من ذلك فهي في حالة حرب مع النادي الملكي.لم ينتدب الريال بديلا لبنزيمة لأنه لا يرى ضرورة لذلك , لانه حتى لما كان هناك البديل لم يكن يلعب بل من كان يلعب هو رودريجو ليس يوفيتش ولا ماريانو , و رغم عدم وجود أي البديل و رغم اصابة هازارد وقتها حقق ريال مدريد موسما تاريخيا , في رأي الإدارة التي لم تعد تؤمن بالانتداب من أجل الانتداب فقط , أن عدم وجود بديل فرصة حقيقة لانفجار موهبة رودريجو وكذلك هازارد بعد تخطي مشاكل الاصابة.
ويصر أنشيلوتي أن هذا مع ما قام به الريال من تعزيزات سيزيد من قوة الفريق , ولا تخلو مناسبة و لا يكرر فيها انشيلوتي هذا بكل ثقة , كما أن النادي ليس لديه ما يقلق عليه خاصة وهو ماضي في المشروع الذي يركز فيه في القادم على الموهبة البرازيلية الواعدة أودونكور , في رأي الإدارة أن قدوم مبابي كان سيقدم اضافة , وعدم قدومه خفف كثيرا من الأعباء وأعطاهم الفرصة للتركيز على أشياء أخرى في مقدمتها أودونكور وكثير من المفاجآت التي يجب أن تأتي في وقتها المناسب وبالقدر المطلوب و هذا وفقا لطريقة زيدان.
ملاحظة:
الادارة التي تأتي بلاعب شاب ككاسيميرو وتقحمه في الفريق الأول وسط سخرية وانتقادات من الصحافة , ثم تجني معه 05 شامبيونزليغ في ثماني سنوات لتبيعه ب 85 مليون أورو , وتعوضه بشاب أصغر منه ب 8 سنوات في مستوى تشواميني , ادارة بهذه البراعة لا يمكن أن توجهها صحافة سخيفة تعمل على الجدل والفتن وخلق المشاكل للكسب بكل الوسائل , صحافة تجتهد لتنال الجوائز آخر كل عام في بالكو الكامب نو الشهير.